أدبيات
مراد الرطيبي طالب باحث في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة
الثلاثاء، نوفمبر 15، 2011
جدتي
سمراء حسناء في يديها
الارض
من رغيف للجدة العذراء
تطهو لنا الطعام على نار الشوق
المرير
و المطر الغزير يهطل في العراء
لها قصص لو سمعتها العجم لإندهش
الواقف والجالس و السامع للأنغام
فكم من خطايا رسمت على القلوب
و دقت بابها الاهواء
و سرت في صمت كالجارية
مهرولة أمام السلطان
جدة في أحضانها عشت
سويعات من الدهر
تحضنني إن مرضت
و النوم ينهشها، تقابلني بضحكة
علني راشف قدح الحنان
تؤنب أمي إن هي نسيت إطعامي
و هل لأمي غيري كي تنساني
سلام لكي أمي و لجدتي كل الاحترام
>
الارض
من رغيف للجدة العذراء
تطهو لنا الطعام على نار الشوق
المرير
و المطر الغزير يهطل في العراء
لها قصص لو سمعتها العجم لإندهش
الواقف والجالس و السامع للأنغام
فكم من خطايا رسمت على القلوب
و دقت بابها الاهواء
و سرت في صمت كالجارية
مهرولة أمام السلطان
جدة في أحضانها عشت
سويعات من الدهر
تحضنني إن مرضت
و النوم ينهشها، تقابلني بضحكة
علني راشف قدح الحنان
تؤنب أمي إن هي نسيت إطعامي
و هل لأمي غيري كي تنساني
سلام لكي أمي و لجدتي كل الاحترام
صرخة
صرخة، فهفوة، ثم استرخاء، لعل جميع من يفكر في الكلمات لن يصل إلى مبتغاه، كونها تشد المعنى من كل جانب، فلها تأويلات متعددة و متشابهة، كفكرة وجود شيء مني في حطام أفكار متقادمة ،لوهلة صرت اكتب ربما لأنني أريد أن أكتب، أو لأنني منزعج بعض الشئ ،أو هروبا من عالم الواقع إلى عالم الكتابة الشاسع و العذب الشبيه برشفة ماء بارد في يباب الشام ، هكذا تراءت لي ألوان الطيف ترسم بلون الدم الوطن الذي لم يكتب له لم الشمل بعد ، تقطعت الأوصال و تباعدت القلوب، و انصرفت عنه كل الآمال في غد قريب تسود فيه الحرية و الكرامة، فشعب هذا الوطن ظل و لعقود من الزمن يكابد و يناضل من أجل البقاء و لا أحد يواسيه أحزانه أو يهدئ من روعه ، كتب لك أيها الشعب الشهم أن تكون في ساحاتك المحن و لو أنك عصي عليها ، فأنت حر و لو في أحضان الظلم تعيش ، هكذا كنا نقرأ عنك في كتب الصف الثالث
كنا نعيش أحلام أطفالك و نسهو تاركين رائحة الصبا بين أطلالك، أنت الوطن الموعود بعد أن كنت سيد زمانك ، ها أنت اليوم تحاول تفادي ما ضاع منك ، حين توقف الزمن في خيالك، عندها اكتشفت أن الذين باعوك في المزاد العلني كانوا أناس لا يعقلون ماذا يفعلون ، دعهم عنك إنهم مجرد صور عليها دم شهدائك الميامين، لن ننساك ما دمت في دواخلنا و يرتاع منك من أساء إليك .
سلامي لوطن ليس كالأوطان فيه زرع الخوف و الباذنجان، وفيه تعب العدو من مشاكساتك، لا و ألف لا ستظل وطننا بالرغم من ذلك .
لعلها تنساني
سكون ملحوظ في جنبات البيت،شتاء تمطر،و برد قارس ،جلست متكأ على منضدتي أرقب عودتها، أخدت كتابا في يدي أنظر إلى سطوره دون سبر أغواره ،فكرت ان أسأله إن كان يعرف وجهتها أو رأها في مكان ما بين صفحاته ،أجاب دون أن أطلب منه، “لا لم أرى التي تبحث عنها”، أحبطت و عدت بخفي حنين ،فكل ركن و كل زاوية في هذا البيت تعرف اسمها و حركاتها و سكناتها فكيف يجهلها و هي التي لم تنفك تطالع صفحانه كل صباح و مساء ا هكذا يجامل من كان ينفض الغبار عن وجهه كل ساعة، من الأسف الشديد أصبح الصديق عدوا في لحظات ،علمت أنه كان يعشق أناملها الذهبية حين تمسك بصفحاته تداعبها و تلملمها راجية في ما تجود به عليها من استعارات و حكم أ هكذا يجازي من كان يؤنس وحدته بين الرفوف لا و ألف لا ، كنت قد سألتها ذات يوم إن أرادت أن تكتب لي شعرا طأطأت رأسها و لم تجب رفعته ثانية و أجابت قائلة “اعذرني يا مراد أعجز عن كتابة سطر واحد اليوم، غدا إن شاء الله” طن صوتها في أذني كطائرة بوينغ كنت أنتظر منها إجابة أدبية يملؤها الشعر و النثر لكنها لم تكن تعير نفس الاهتمام للكلمات ،كانت تقول أن اللغة جسر للأفكار الذابلة في غياهب العقل البشري و كنت أجادلها قائلا بالنفي “لا ليس هكذا” ، مطالعتها للكتب الادبية و الشعر أغنى رصيدها اللغوي و الفكري فبدت كخزان وقود جامح أتى على الأخضر و اليابس و طبع في قلبي أشياء كنت أجهلها ، و أشياء علمت بها فلم تستقر في بالي إلا بذكرها لها، قارعت أفكاري حتي بت أشكو من عطرها فوق ثيابي و هجرتها بعض الوقت لعلها تنساني و تبدأ حياة جديدة مع كتاب أخر أو رواية تلهوفيها مع الشخصيات و تواسي أحزانهم إلا انها أقسمت على عدم مفارقتي …
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)