إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

ترجمة

moradertibi@gmail.com

الثلاثاء، نوفمبر 15، 2011

ترجمة الأحاسيس!!!!!

كلماتها تشدو و تغني فوق سطور الشعر البدوي الأصيل ،تخرج من ثغرها بقل و قثاء يسد رمقي و ينبأ باقترابها مني ، جلست بالقرب مني تهمس في أذني كلمات تزن ذهبا، وتحدق في قسمات وجهي الطفو لي الوهاج ،و سجوف الظلماء تحول بيني و بينها، فالنور غاب عن عيني، منذ أن سكبت أمي فيهما زيتا ساخنا، ظنا منها أنها ستشفينني من حساسية كانت تنهش طرفي، كانت تقول لي و أنا الطفل الصغير بين أحضانها ستكون يا مراد رجلا ذا شأن إن شاء الله طبيبا ،مدرسا أو ربما مديرا فقد كانت تجهل لوعتي للقراءة و الكتابة، فهن اللائي استقرين في أحشائي منذ أن كنت جنينا، نسيت أمي مهنة لم تذكرها ربما لم تسمع بها قط أو غاب عنها خبرها و هي مهنة المترجم ،لا عليها ستعرفها بعد ان اشتد عودي و ركبت أمواج بحر اللغة طافيا فوقها متجها نحو شواطئ طنجة غير مبال بالذي سيحدث أو بالذي تركته و من عينيه تنهمر جعافر الحنان و الحب، توالت الأيام و فرقاطة اللغة تغير علينا بما تجود به عليها كتب أصبحت في خبر كان ، لولا شباب متعطش لمعرفة ماذا كان يجول في خاطر كاتبيها ربما هي الهوية التي دفعت بهم نحو هذا المنعطف الضيق أو ربما هي الشجاعة و المروءة و الاعتراف بالجميل لاناس ظلوا يأرخون لسنوات مجد مضى، و مضت معه كل الأحلام ، فا لترجمة كما يزعم البعض أنها بلية او شيء من هذا القبيل إلا أنني أردف قائلا أنها نبع الحياة و منبع التواصل و التبادل الثقافي و الحسي نعم الحسي فقد سألت ذات يوم عن إمكانية ترجمة الأحاسيس فرديت بالإيجاب معللا بذلك استنادي إلى نظريتي في الترجمة و الحب والقائلة بإمكانية ترجمة الأحاسيس إن كان منبعها القلب الخالص ،ففي ساحتنا هذه تهدم كل القلع التي كانت تلوح للترجمة على أنها خيانة ،و نحن نعرف مدى صدى كلمة خيانة بين متحابين أرادا أن يترجما أحاسيسهما قصد إرسالها في ظرف بريدي للمنبع الأبدي نعم هكذا نرى الأشياء و نحن بعيدين عنها قربنا منها يخيفها و يترك في نفوسنا علة تزول مع زوال فتات الأدب الرخيص الذي أثرناه و جعلنا منه ملاذنا ،و في خضم كل هذه الأفكار المتزاحمة رجعت أنبش في ثقافة من سكبت في قلبي الحنان و الود، صلت و جلت بين أحضانها كالطفل الرضيع أرشف قطرة حليب من نهديها علني استوعب الكلمات التي همست بها في أذني منذ قليل علني أترجم ما قالته و أكون انأ من سيؤرخ لمجد قادم من بين أشواك و حجر...

هناك تعليق واحد: