إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

ترجمة

moradertibi@gmail.com

الثلاثاء، نوفمبر 15، 2011

لعلها تنساني

سكون ملحوظ في جنبات البيت،شتاء تمطر،و برد قارس ،جلست متكأ على منضدتي أرقب عودتها، أخدت كتابا في يدي أنظر إلى سطوره دون سبر أغواره ،فكرت ان أسأله إن كان يعرف وجهتها أو رأها في مكان ما بين صفحاته ،أجاب دون أن أطلب منه، “لا لم أرى التي تبحث عنها”، أحبطت و عدت بخفي حنين ،فكل ركن و كل زاوية في هذا البيت تعرف اسمها و حركاتها و سكناتها فكيف يجهلها و هي التي لم تنفك تطالع صفحانه كل صباح و مساء ا هكذا يجامل من كان ينفض الغبار عن وجهه كل ساعة، من الأسف الشديد أصبح الصديق عدوا في لحظات ،علمت أنه كان يعشق أناملها الذهبية حين تمسك بصفحاته تداعبها و تلملمها راجية في ما تجود به عليها من استعارات و حكم أ هكذا يجازي من كان يؤنس وحدته بين الرفوف لا و ألف لا ، كنت قد سألتها ذات يوم إن أرادت أن تكتب لي شعرا طأطأت رأسها و لم تجب رفعته ثانية و أجابت قائلة “اعذرني يا مراد أعجز عن كتابة سطر واحد اليوم، غدا إن شاء الله” طن صوتها في أذني كطائرة بوينغ كنت أنتظر منها إجابة أدبية يملؤها الشعر و النثر لكنها لم تكن تعير نفس الاهتمام للكلمات ،كانت تقول أن اللغة جسر للأفكار الذابلة في غياهب العقل البشري و كنت أجادلها قائلا بالنفي “لا ليس هكذا” ، مطالعتها للكتب الادبية و الشعر أغنى رصيدها اللغوي و الفكري فبدت كخزان وقود جامح أتى على الأخضر و اليابس و طبع في قلبي أشياء كنت أجهلها ، و أشياء علمت بها فلم تستقر في بالي إلا بذكرها لها، قارعت أفكاري حتي بت أشكو من عطرها فوق ثيابي و هجرتها بعض الوقت لعلها تنساني و تبدأ حياة جديدة مع كتاب أخر أو رواية تلهوفيها مع الشخصيات و تواسي أحزانهم إلا انها أقسمت على عدم مفارقتي …

هناك تعليق واحد: